إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 14 يوليو 2012

نبذة عن مدينة كسلا

كسلا الخضراء




كسلا مدينة تقع في شرق السودان على ارتفاع 496 متر فوق سطح البحر، وعلي بعد 480 كيلومتر من العاصمة الخرطوم. وهي عاصمة ولاية كسلا. وتتميز بموقعها علي رأس دلتا نهر القاش وعلى سفوح كتلة جبلية قريبة من الحدود الدولية بين السودان وأريتريا مما اكسبها أهمية اقتصادية واستراتجية، وجعل منها قطباً حضرياً جذب العديد من الجماعات المهاجرة من أقاليم السودان المختلفة.
اصل التسمية

أخذت مدينة كسلا اسمها من جبل كسلا الذي يُعتَبَر من أهمّ المعالم الطوبوغرافية بالمنطقة. وهي إحدى العواصم الإقليمية القليلة التّي تحمل اسم ولايتها، إلا أن الروايات أختلفت في معنى اللفظ "كسلا"، فهناك من يقول بأن الكلمة تعني بلغة الهدندوة مرحبا، وهناك من يرى بأن اللفظ كسلا هو تحريف لكلمة "كساي-ألا" بلغة البداويت وتعني زوال ظل الجبل. ويعتقد البعض بأن الاسم مرتبط بزعيم حبشي هو كساي لول، والذي شن حرباً على قبيلة الحلنقة وتعقبها إلى أن وصلت المنطقة التي تقوم عليها كسلا حيث دارت معركة نهائية وحاسمة بينه وبينهم انتهت بمقتله في المكان الذي يسمى اليوم ربا كسلا.

التاريخ القديم

دلت الاستكشافات والبحوث التي أجريت على قطع الفخار وغيرها من الآثار التي عثر عليها في المنطقة على أن المنطقة التي تقوم عليها كسلا الآن كانت على صلة وتبادل تجاري مع مصر والنوبة وبشكل خاص مع مملكة كرمة، وجنوب شبه الجزيرة العربية واكسوم في أوقات متفرقة.

يرجع ظهور كسلا كمدينة إلى عام 1623 م عندما كانت تسودها مشيخة مكونة من تجمع قبلي ضم قبائل الهدندوة والشكرية والفولاني والبني عامر وغيرهم. كما استوطنتها قبيلة الحلنقة الرعوية التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية عبر مضيق باب المندب ومن ثم بلاد الحبشة فالسودان، لتستقر علي ضفاف نهر القاش بكسلا.



حكم الفونج


ازدهرت منطقة كسلا الواقعة تحت سفح جبل اويتلا والذي كان محاطاً بسور تعرض للهدم من قبل جيوش مملكة الفونج، حيث دارت معركة كبرى في سنة 1656 عرفت بمعركة اويتلا، قاد مقاتلي المشيخة فيها الشيخ محمود بن عثمان. ومن تدعيات المعركة وقوع أبنته ريرة في الأسر والتي انتحرت لاحقاً في المنطقة المسماة حالياً باسمها، وخضعت كسلا لحكم مملكة سنار،

العهد العثماني




إختارت جيوش الإمبراطورية العثمانية أثناءاحتلالها للمنطقة وانتزاعها من حكام سنار سنة 1840 م، مدينة كسلا لتكون عاصمة لإقليم اطلقوا عليه اسم التاكا، وفي فترة الاحتلال التركي للمدينة تم تشييد مباني المديرية (المحافظة) وبعض المنازل الحكومية ومنطقة الحامية العسكرية، وأصبحت كسلا قاعدة تنطلق منها حملاتهم وغزواتهم العسكرية نحو المناطق المجاورة حتى داخل إريتريا الحالية لإخضاع القبائل مثل البازا والباريا هناك.





ثورة الجهادية السود
الاتراك




وفي العهد التركي شهدت كسلا تمردا قام به افراد من الجنود السودانيين التابعين للحكم التركي وعرف بثورة الجهادية السود بسبب تأخر رواتبهم ووفقاً للمؤرخ اللبناني نعوم شقير الذي رافق جيش محمد علي باشا أثناء غزوه للسودان في سنة 1821 م، بأن المتمردين رجعوا عن تمردهم بتدخل من السيد الميرغني إلا أن قائد الكتيبة حاول الفتك بهم بعد عودتهم فهاجموا الفرقة المصرية وقتلوا الضباط المصريين وانتشروا في المدينة ونهبوها.

ظهور الختمية




شهدت كسلا نمواً مضطرداً وإزدادت أهميتها بظهور قرية السنية (الختمية لاحقاً) المتاخمة لها تحت جبل كسلا عندما اختارت اسرة الميرغني مؤسس طائفة الختمية المدينة في عام 1840 م، لتكون مركزا لها ولنفوذها الروحي الممتد إلى أنحاء السودان المختلفة، مما أدى إلى هجرة كثير من سكان السودان إليها خاصة من المديرية الشمالية (ولاية نهر النيل والولاية الشمالية حالياً)إلى المنطقة واشتغلوا بالزراعة في دلتا نهر القاش.

ظهرت أهمية كسلا الاقتصادية في عام 1860 م، كسوق تجارية رئيسية ومركز تجميع وتوزيع للسلع والبضائع والتجارة العابرة للحدود بين السودان وإريتريا. وكان عمران المدينة حتى ذلك الوقت ينحصر في قرية الحلنقة التي تقع إلى جنوبها بعض المباني الحكومية، وتفصلها الأراضي الزراعية الواسعة عن قرية الختمية في جنوبها الشرقي. شهدت المدينة تطوراً كبيراً حتى أصبحت في عام 1880 م، أهم مدن السودان الشرقي بعد سواكن.

بظهور الحركة المهدية كانت مدينة كسلا مسرحا للحروب التي دمرت بعض أجزائهافي سنة 1883 م ، خضعت المدينة لسيطرة قوات المهدي بقيادة الأمير عثمان دقنة. واحتلها الطليان عام 1894 م، بعد انتصارهم على الدراويش في معركة كسلا ثم انسحبوا منها في عام 1897م، وتم تسليمها للجيش البريطاني باتفاق مع حاكم عام السودان المصري الإنجليزي اللورد كتشنر.

الأمير عثمان دقنة




الحكم الثنائي




وقد ظهر في عام 1915م، إبان الحكم الثنائي البريطاني المصري للسودان بأنّ المدينة كانت مخططة ومنظمة مع وجود بقايا الأسوار القديمة. وبعد تراجع الطّابع العسكري واستتباب الأمن فيها أصبح يمتدّ حولها نطاقٌ أخضرٌ من الأشجار يُخفّف من حدّة الرّياح بدلاً من الأسوار التي كانت هي في حاجة إليها عند امتدادها في بداية نشأتها.

الحرب الإيطالية الإثيوبية





انتعشت المدينة في فترة الحرب الأثيوبية الإيطالية بين عامي 1936 - 1939 م، وبدأت تشهد بداية لنهضة عمرانية، وذلك بإنشاء قنطرة تصل بين شرقي وغربي نهر القاش، حيث كانت تستخدم القوارب كوسيلةٍ للتنقل بين ضفتي النهر. وتمّ إنشاء حيّ (بانت) إلى الغرب من خط السكة الحديدية في الفترة نفسها.

الحرب العالمية الثانية
عادت كسلا مرة أخرى إلى دائرة الأحداث الدولية خلال الحرب العالمية الثانية، عندما تقدمت في يوليو / تموز عام 1940 م، وحدة إيطالية تابعة لمستعمرة شرق أفريقيا الإيطالية من قواعدها في إريتريا نحو السودان الذي كان تحت سيطرة الحكم الثنائي المصري الإنجليزي. تمكنت الوحدة الإيطالية من دخول المدينة بعد انسحاب جنود الحامية البريطانية المكونة من لواء واحد. وفي منتصف يناير/ كانون الثاني 1941 م، انسحب الإيطاليون من كسلا تحت ضربات القوات الإنجليزية وعادت الحامية مجدداً إلى المدينة.

التاريخ الحديث
بإستقلال السودان في عام 1956 م، إزدادت أهمية المدينة مرة أخرى ليس من الناحية العسكرية فحسب - حيث توجد فيها حامية عسكرية سودانية - بل من الناحية الاقتصادية والسياسية، فقد أفتتحت إثيوبيا قنصلية عامة فيها واستقبلت المدينة في فترات متعددة موجات متعاقبة من اللاجئين الإريتريين والإثيوبيين بما فيهم قادة سياسيين.

الموق
الطوبغرافيا

تحتل مدينة كسلا حوضاً ضحلاً يرتفع تدريجيا في اتجاه الجانب الشرقي، وتقع المدينة تحت جبل كسلا البالغ ارتفاعه 851 متر تقريباً، وهو عبارة عن كتلة ضخمة من الصخور الجرانيتية الملساء ويمثل النهاية التضاريسية الشرقية للمدينة، بينما يقع جبل مكرام وجبل التاكا في الوسط وخلف المدينة مباشرة وجبال توتيل في الطرف. وينفصل جبل كسلا عن سلسلة التلال الأريترية شرقا بمسافة يبلغ عرضها حوالي 24 كيلومتر.

يقع في غربه نهر القاش، وهو مجرى موسمي يفيض بالمياه بين شهري يوليو / تموز وأكتوبر / تشرين الثاني، ثم يصبح وادياً جافاً من الرمال في بقية شهور العام. ويقع التجمع السكني للمدينة على الضفة الشرقية للنهر بعيداً عن أخطار الفيضانات التي تحدث دائما في اتجاه الغرب.


النشاط الاقتصادي
تمتاز كسلا بوقوعها في وسط إقليمٍ زراعي وفير الإنتاج، وتعتبر مورداً مهماً لكثيرٍ من المواد الغذائية للمناطق المحيطة بها.تشغل المناطق الزراعية في مدينة كسلا مساحة كبيرة داخل حدود المدينة وتقع على مسافات قريبة جداً من المناطق السكنية وهو وضع تنفرد به كسلا عن المدن الأخرى في السودان.تنتج كسلا في بساتينها المعروفة بالسواقي (مفردها ساقية)العديد من المحاصيل البستانية كالموز والحمضيات والمانجو وغيرها من الفواكه، كما تتم زراعة الخضروات خاصة البصل.

التجارة والخدمات
كسلا مدينة حدودية بالدرجة الأولى حيث تزدهر فيها تجارة الحدود مع المدن والبلدات الإريترية القريبة كما تقدم لأفراد تلك المناطق خاصة القريبة منها، مثل علي قدر وتسني الذين يزورونها لتلقي مختلف الخدمات بما في ذلك الخدمات الطبية.

الصناعة
توجد في كسلا بعض الصناعات الخفيفة أهمها صناعة تعليب الأغذية وتجفيف البصل.

الرعي وتربية الحيوان
تزخر كسلا بثروة حيوانية هائلة حيث تربي قبائل البجة والرشايدة أجود سلالات الإبل والماشية.

النقل والمواصلات
وتعتبر كسلا مركز مواصلات مهم يربط المناطق الحضرية الأخرى في وسط السودان بميناء بورتسودان عبر خطوط السكك الحديدية وشبكة من الطرق البرية، التي تمر عبرها أو تنطلق منها، فضلاً عن وجود طريق بري قاري وخط للسكة الحديدية منذ عهد الحكم الثنائي (معطل الآن) يربطانها بمدينة تسني الإريترية.

يوجد في كسلا مطاراً يحمل اسمها، يبلغ طول مدرجه الممهد بطبقة الأسفلت 509 متر أي 1671 قدم ورمزه في الإتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) هو KSL وفي المنظمة الدولية للطيران (إيكاو) هو HSKA وتعمل فيه بشكل دوري كل من الخطوط الجوية السودانية و شركة افريكان ترانس في رحلاتها من كسلا إلى الخرطوم والعكس.


كسلا ونهر القاش
القاش هبة كسلا

يعتبر نهر القاش المورد المائي الرئيسي للمدينة ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بنشاطها الاقتصادي ولكنه يشكل في الوقت نفسه خطراً عليها من حيث الكميات الضخمة من المياه والطمي التي يجلبها النهر في موسم الأمطار وتحدث فيضانات دورية مدمرة.

وقد تعرضت المدينة لكارثة طبيعية كبيرة في عام 2003، عندما فاضت مياه نهر القاش على نحو شبهه البعض بالطوفان لتسببه في تدمير نصف أبنية المدينة وبنياتها الأساسية تقريباً، خاصة في أحياء الحلنقة بامتداداتها الكبيرة حتى أقصى شمال المدينة وحي الميرغنية وأجزاء من منطقة غرب القاش بالإضافة إلى وسط المدينة حيث تتركز الدواوين الحكومية والسوق الكبير، ولكن كان لهذا الفيضان القدح المعلى في تغيير ملامح المدينة حيث تمت إعادة تشييد الأحياءالمتضررة بطرق حديثة استخدمت فيها المواد الأسمنتية الثابتة بدلاً من مواد البناء المحلية التي كانت تستخدم سابقاً كالقش وفروع الأشجار والطين.

المقومات السياحية
تمتاز كسلا بتنوع وتعدد المواقع السياحية منها:
جبل التاكا
جبل كسلا
نهر القاش
البساتين الخلابة والتي تسمى السواقي (مفردها ساقية)
جبال توتيل
جبل مكرام
الضواحي الهادئة والجميلة
ينبوع توتيل

التركيبة السكانية

كسلا مدينة تتعدد فيها الأعراق والقبائل لأنها مدينة عبور وتلاقي لهجرات الإنسان من أواسط القارة الأفريقية ونحو ساحل البحر الأحمر ومن مرتفعات الحبشة ونحو سهول السودان، ومن أبرز المجموعات القبلية والأثنية في كسلا: بني عامر والشكرية والهدندوة والبوادرة واللحويين والحلنقة والجعليين والشايقية والحمران والفلاتة والضبانية والهوسا والإيليت والبازا وغيرهم. وقد شكل اللاجئون الأريتريون والإثيوبيون الذين توافدوا إليها منذ ستينيات القرن الماضي بسبب الحروب والأوضاع السياسية والجفاف في اريتريا واثيوبيا حتى بلغ عددهم حوالي 160 ألف (عام 2010 م) جزء من التركيبة السكانية في كسلا، ومنذ ثمانينيات القرن الماضي هاجرت إليها أعداد كبيرة من سكان جنوب السودان وجبال النوبة ودار فور بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة في مناطق سكناهم.

يحيط بكسلا عدد من القرى الصغيرة مثل ود شريفي والجيرة واللفة وسبدرات إضافة إلى التجمعات المتنقلة للرعاة من قبائل بني عامر والرشايدة وغيرهم.

التعليم

تعتبر كسلا واحدة من المدن السودانية التي عرفت التعليم منذ عصور قديمة، فإلى جانب المدارس القرآنية التي انتشرت في المنطقة منذ ممالك العصور الوسطى كمملكة سنار التي حكمت المنطقة، تأسست في كسلا واحدة من أول خمس مدارس للتعليم النظامي تم تأسيسها في عواصم مديريات السودان وشملت الخرطوم، وبربر، ودنقلا، والأبيض.
وتتميز كسلا بنخبتها التعليمية وبالمستوى الرفيع للتعليم فيها. ففي عام 2011م، أحرز أحد طلاب مدارسها الثانوية أعلى نسبة نجاح في الشهادة السودانية على مستوى القطر ونال بذلك المرتبة الأولى. وإلى جانب المدارس العديدة توجد جامعة كسلا التي تضم العديد من الكليات والمعاهد المتخصصة على مختلف فروع المعرفة.

الفن والأدب
تعتبر كسلا من الروافد الأساسية لحركة الفن والثقافة والأدب في السودان فمنها خرج الكثير من الأدباء والمفكرين والشعراء والفنانين والممثلين والوزراء وغيرهم، فمن هؤلاء البروفسور عبد الله الطيب الذي درس في خلوة مالك، في حي الحلنقة والتي كانت مقصداً للطلاب من كافة أنحاء السودان ودولة إريتريا المجاورة، ودرس فيها كذلك الشيخ حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي في السودان، وينتمي إليها الشاعر الصاغ محمود أبوبكر شاعر الأغنية الوطنية الشهيرة (صه يا كنار وضع يمينك في يدي)، وكذلك الشاعر إسحاق الحلنقي، والشاعر محمد عثمان كجراي، والشاعر الأستاذ حسان أبوعاقلة أبوسن والشاعر أبو آمنة حامد، والفنانون المطربون التاج مكي، وعبد العظيم حركة، وإبراهيم حسين. وعلى مستوى الوزراء، الوزير حسن شيخ الصافي المحامي، والوزير إبراهيم محمود حامد، وغيرهم.
كتبت عن المدينة قصائدعديدة جداً تغني ببعضها مطربون كبار في السودان مثل، قصيدة «كسلا» التي تغنى بها الفنان عبد الكريم الكابلي للشاعر توفيق صالح جبريل التي قال فيها:
كسلا اشرقت بها شمس وجدي
فهي في الحق جنة الإشراق
وإبنة القاش إن سرى الطيف وهنا
وإعتلى هائماُ فكيف لحاق
كان صبحا طلق المحيا نديا
إذ حللنا جنة العشاق
ظلت الغيد والقوارير صرعى بتن في إطراق
كما ارتبط اسم كسلا بقصة تاجوج والمحلق التي تعتبر واحدة من أبرز قصص التراث الإنساني في السودان وهي اشبه بقصة مجنون ليلى قيس في الأدب العربي وروميو وجوليت في الأدب الإنجليزي وقد تم تصويرها في فيلم سينمائي بالسودان.

الرياضة
توجد في كسلا مجموعة من الاندية الرياضية كالميرغني والأهلي والتاكا والقاش، إضافة إلى فريق والتحدي الموجود في قرية فاتو وفريق نادي الفلاح.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق